27 - 06 - 2024

تباريح | هواجس مابعد الإخوان

تباريح | هواجس مابعد الإخوان

(أرشيف المشهد)

21-7-2013 | 23:05

وصلت السياسة إلى طريق مسدود في الأزمة بين الإخوان والدولة .. ساعات أو أيام قلائل ويحدث الصدام الذي لابد له من ضحايا .. ليس بالضرورة أن يتحول شخص إلى ضحية بسفك دمه ، لكن يمكن أن يكون كذلك بقمع حريته أو اتخاذ إجراءات استثنائية ضده ، يكون ذلك أبشع إذا ماتم الإجراء ضد قطاع لايستهان به من الشعب .

لسنا الآن بصدد بحث ما إن كان أنصار الإخوان والتيارات الإسلامية مغررا بهم أم على حق ، ولسنا نرد الصاع صاعين لتنظيم حاول أن يستفرد بكل شيء في مصر تحت مسمى "التمكين" لكننا بصدد دولة ومواطنين لهم حقوق مثلما لنا وعليهم واجبات مثلما علينا .. حقهم أن تحترم وجهة نظرهم وألا يعاملوا كخصوم يتم البطش بهم ، وأخذهم بذنب تنظيم لا يدرك قادته أنهم يجرون أنصارهم إلى التهلكة ، وواجبهم أن يعلوا مصلحة مصر فوق كل جماعة مهما كانت ، وأن يقتنعوا أن قواعد الديمقراطية تفرض على الأقلية الانصياع لرأي الأغلبية.

بغض النظر عن تشويه الأفكار والأشخاص التي مارستها التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان قبل غيرها، واختزال الصراع بشكل مخل في "السيسي" و "مرسي" ، فإن جر البلاد لدوامة عنف قرار بائس ، على الجميع أن يعي عواقبه ، فلا الثوار ثاروا من أجل أن يقصى فصيل وطني من الحياة السياسية ، ولا وطنية الجيش وصدق نوايا قادته – على مايظهر حتى هذه اللحظة – تسمح بذلك ، لكن محرضين من الجانبين يدفعون الأمور باتجاه صدام ، إن سلمت منه الأبدان ، فلن تسلم النفوس.

وللأسف فإن بين الصدام  واستخدام آليات الضغط السياسي شعرة ، قطعها بيد أفراد معدودين شاء قدر مصر أن يتولوا زعامة جماعة الإخوان في وقت عصيب تمر به البلاد .

ما الذي يحدث لو أدرك هؤلاء أن صفحة الرئيس المعزول قد طويت ليس بقرار من قادة الجيش وإنما بقرار شعبي خالص ، لم يملك جيشنا الوطني خيارا غير الانحياز له ، وأتساءل هل كان يسعدهم أن يكون الجيش كما أرادوه عصا غليظة في مواجهة الشعب ؟  ماذا يحدث لو أدركوا أن الحكمة تقتضي النجاة بأنفسهم وأنصارهم من حمامات دم إن بدأت فلن يصبح من اليسير وقفها .

المصريون ليسوا على استعداد للاستيقاظ على مشاهد دماء جديدة ، فصونوا حرمة الدم ياقادة الإخوان .. إن كنتم تحبون الناصحين.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان